خرجت بعدستي ابحث عن ضالة امري وخرجت التمس وجوها تطلعني علي ما يثور داخل تلك النفوس ويدور داخل تلك العقول لعلي اجد تفسيرا علي احداث انطلقت كالرصاصات بسرعة البرق لاادري من اين؟ ولا ممن؟ ولا ميعاد توقفها
فهنا اجد وجها متفائلا متطلعا لغد شمسه اكثر دفئا ومستقبلا مشرقا مليء بالامل مفعم بالحيوية , رايت عينا مليئة بالطموح والاصرار ورفض الواقع والرغبة القاتلة في التغيير ورفض ان تكون دمية او سلعة مستهلكة ترمي بعد انتهاء صلاحيتها دون ان تترك بصمة او حتي عمل يذكر لها , لسان عرف طريقه كلمة (لا) فانطلقت كالسهم نحو الهدف فاصابته بنجاح باهر يفوق دقة امهر القناصين
التفت قليلا فوجدت وجها يملؤه التردد يقف في منتصف الطريق يتسائل هل استكمل طريقي ام ارتد عائدا للماضي ؟ الماضي الذي طالما اعتدت عليه فاصبح الخطأ عرف سائد والنفاق مجاملة والرشوة هدية والواسطة خدمة عامة والغش مهارة , وضع اعتاد عليه ولا بد ان يربي عليه اولاده خوفا من ان يكبرو فلا يجيدو لغة العصر فتدهسهم الاقدام ويموتو جوعي ويا حسرتاه علي القيم والمباديء والاخلاق ولكنه يري نور التغيير ياتي من بعيد ويشتم رائحته فيتسائل هل هذا حلم؟ اكيد احلم , هل جاء اليوم الذي اري فيه مصر جديدة؟ لالالا (اكيد بحلم)
ذهبت بعدستي ابعد فوجدت شابا عيونه بها مزيج من الفرحة والضجر , فرحة واحساس بالفخر لما توصل اليه هو ومن مثله من الشباب من انجاز سيدرس لابنائه في كتب التاريخ, ينتشي كلما سمع اصوات الكبار تمدح وتتغني ببطولة ابنائهم الذين فعلو مالم يستطيعو هم فعله ويقيم جبهته عندما يسمع لومهم لانفسهم علي ظنهم انهم شباب اجوف تافه لا يعرف للوقت ثمن فيضيعه امام شاشة حمقاء لا تعود عليه بالنفع ولكن سرعان ما يغلب عليه الضجر والملل من جلوسه في بيته بعد توقف عمله فقد حفظت عيناه تفاصيل حوائط بيته من كثرة النظر اليها , يستعجب وهو يتابع البرنامج اليومي لاسرته والذي كان لا يري منه الا المشهد الاخير قبل صعوده الي فراشه منهكا من عمل ساعات طويلة ليريح جسده مرردا
غدا يوم اخر )
انتبهت لصوت بكاء ياتي من بعيد فتوجهت ناحيته لاري عيونا باكية علي خراب وضياع مصدر رزقه عيون حزينة تفكر في القادم تفكر في اطفال واعباء كالجبال تقطم الظهور وتكسر العيون تفكر في مستقبل كانت تظن ان مصر الرزق هذا هو طوق النجاة لعبوره بسلام فضاع في لمح البصر عيون تتسائل لماذا انا بالذات؟ هل سادفع انا ثمن التغيير؟ ما ذنبي وما ذنب اولادي؟ حتي عندما بدات الدنيا تتفتح امامي وامام اولادي من بعدي استكثرت علينا الحياة ان نفرح ولو لايام فاسرعت لتلطمنا وتقول: افيقوا للحرية ثمن نفيس ولا يسئل القدر علي اختياراته
ولم اغفل ان اذهب بعدستي وراء وجوه خسيسة لطالما حلمت ان انظر فيها واسئلها الا تستحي؟ الا تتقي الله؟ ما هذا الذي يسري في عروقكم؟ ام انكم اتخذتم من درب الشيطان سبيلا وانني اظن ان الشيطان ترك لهم الدرب مستحييا ليقف علي جانب الطريق ليتعلم منهم فنون السرقة والنهب وانعدام الضمير, عيون تهرول مسرعة لتجهز حقائبها تلملم بها كل ما تستطيع جمعه وتقدر علي حمله , تود لو خلق الله لها اجنحة فتحلق بها مسرعة بعيدة عن الوطن حتي لا تطولها ايادي العقاب وايادي كل متضرر ود لو قام بتعليق حجر في قدمه حتي لا يستطيع التحليق والفرار بغنيمته حتي يقتص منه بقدر يشفي غليله ويريح قلبه
ارهقت من كثرة ما رايت فاقترحت علي عدستي ان اختم رحلتي امام عيون خاشعة قانتة باكية ةايادي مرفوعة الي السماء داعية وقلوب تكاد تنخلع من الصدور من هول الموقف والسنة لا تملك الا الدعاء لربها طامعة في رحمته راضية بقضائه واثقة بقدرته وعظمته راجية رحمته وعفوه والسنة لا تتوقف عن ترديد ذكره قائلة
يا خفي الالطاف نجنا مما نخاف)
موضوع: عدسة حائرة؟؟؟